Saturday, May 5, 2007

العته و السيارات.





من الأمور العجيبة في عصرنا هذا التأثر بالغرب و تقليده و بالرغم من أنه شيء عجيب إلا أنه شيء قديم جداً ففي مختلف العصور و الأزمان كانت الدول التابعة تقلد الدول المتبوعة تقليداً أعمى فالأوربيون قلدوا المسلمين في الأندلس في الملبس و الاهتمام بالعلوم و حتى وصل الأمر إلى تعلم العربية و التشدق بها و نظم الشعر العربي . كما يحدث الآن من بعض الأناس الذين يعانون انحرافاً فكرياً و إنتمائياً نحو الغرب فيضعون بين كل كلمتين عربيتين كلمة أجنبية غالباً إنكليزية ظناً منهم أن هذا يعطى إنطباعاً لدى الغير بالإحترافية و الثقافة الواسعة
وهذا مع انقباض صدري منه إلا أنه ليس موضوعي اليوم فالتقليد قد يكون في أمور جيدة على غرار ترديد المصطلحات الإنكليزية في الطب و الأعمال و العلوم الحديثة الأخرى ولكن الذي يضايقني فعلاً هو تقليد الغرب في الأمراض التي يصاب بها و أتحدث هنا طبعاً عن الأمراض النفسية . فمن بين الأمور التي صدروها لعالمنا و لقت صداً واسعاً بيننا و خاصة الشباب ...
.

مرض الجنون
الشاب الآن ليخبر الآخرين أنه مختلف لابد له من إخبارهم أنه متخلف

وتجده يفتخر بعقله المريض الذي يخرج منه أغرب الأفكار طراً و أكثر الأفعال إثارة للإشمئزاز بل و يجد هذا شيئأ (كولاً)
ومدعاة للفخر بين ذويه........ مثال :( طولي 190سم وزني90كجم أتمتع بصحة جيدة كما أتمتع ببعض الخبل العقلي)


مرض الموضة
الشباب الآن من الجنسين مهتمين بآخر صيحات الموضة و أكثرها غرابة و الملابس التي يمر عليها حول كامل لا تجب عليها الزكاة و لكن يجب حرقها لأنها ليست على الموضة و النتيجة أن شبابنا -أطال الله أعمارهم و كبر في عقولهم - لا يهتمون أو يتابعون سوى آخر تسريحة شعر أو آخر مقاس للبنطلون هل هو واسع جداً أم ضيق جداً أم آيل للسقوط أو مستعمل أو قذر أو زنجي و غيرها من الخزعبلات حتى أن من يرتدي قميص و بنطلون عادي جداً هو الشخص الذي ينظرون إليه بإستغراب من هذا المعتوه

مرض السرعة
من الأشياء الأخرى التي أهتم الشباب بها منذ وقت بعيد السرعة فأصبح لابد للشاب أن يقود السيارة بأقصى سرعة تسمح بها أعصابه وتسمح بها سيارته حسب موديلها
بغض البصر عن ما لهذه النوعية أو لهذه الثقافة من تأثير خطير على الشباب وما تسببه من حوادث .....ومن شاء فليتابع المطاردات التي تعرض على القنوات أو البرامج الأميركية و التي قد يكون بطلها شخص عادي تأثر بأحد الأفلام أو بهذه الثقافة.

القاسم المشترك الذي أجده في هذه الأشياء و غيرها هو الخواء الفكري الذي تمثله والرغبة في التميز عن طريق الغرابة أو إدعاء الغرابة أو كسر روتين لحياة مملة ......ولن تكون مملة طبعاً إلا إن كانت منزوعة الهدف أو سمها إن شئت منزوعة الدسم.

No comments: