Wednesday, February 25, 2009

بالورقة و القلم



لديك قلم رصاص ... ممحاة ... و ورقة بيضاء بلا سطور.
فقط حدود الورقة لديك
لا تسأل لماذا الورقة هكذا بلا سطور؟!! ما دمت لم تفهم وحدك فلا تسأل!
فقط اقرأ عـلّك تعلم......
يمكنك بالورقة و القلم أن تتكلم....
يمكنك بالورقة و القلم أن ترسم...
يمكنك بالقلم أن تكتب كلاماً لا معنى له
يمكنك بالقلم أن تكتب سباباً و كلاماً بذيئاً
يمكنك بالقلم أن تكتب نكاتاً بلهاء
يمكنك أن ترسم به رجلاً أخرق ...أحرق أنامله بالنار
يمكنك أن ترسم فتاة غانية لاهية فارغة الرأس
يمكنك بالقلم أن ترسم خطوطاً و دوائر تشكل بها متاهات
يمكنك بالقلم أن تزخرف أطراف الورقة البيضاء
يمكنك به أن ترسم وروداً غير موجودة و إبتسامات غير ممكنة و وعوداً مستحيلة
يمكنك أن تدسه خلف أذنك متصنعاً المهارة
يمكنك أن تضعه على شفتيك متظاهراً بالتفكير
يمكنك - حتى - أن تفقأ به عينيك
فقط لا تخرج عن حدود الورقة البيضاء

لديك ممحاة
يمكنك بها أن تمحو كلاماً خارجاً عن حدود الورقة البيضاء
يمكنك بها أن تمحو وجود أي شخص يحاول تمزيق الورقة البيضاء
يمكنك بها أن تمحو تقطيبة جبين رجل غاضب
يمكنك بالممحاة محو غطاء رأس هذه الفتاة
يمكنك محو ملابسها
يمكنك محو أفكارها
أو أمحها كلها فهي لا معنى لها على الورقة البيضاء
يمكنك بالممحاة أن تمحو أنهار الدم الحمراء
يمكنك بمحوها أن تدعي أنها لم تكن قط
لك نصحي أي صديقي الأحمق ..... ولا خيار لك سوى أن تعمل يه
احترم حدود الورقة البيضاء

ستتكلم و تقول كلاماً كثيراً
تحتج بأن القلم بدون سن
و أن الممحاة لا تمحو أنهار الدم
تصرخ أن الورقة سوداء اللون

أي صديقي الأحمق لك نصحي فاعمل به
أو اكسر القلم و امضغ الممحاة و اخرس.....
فأنت لا تستحق الورقة البيضاء.

2007-12
تأثراً بمسرحية (كاسبار) لصديقي الممثل محمد يحيي

2 comments:

shehabelden said...

فهل لي ان أسأل أي صديقي
من جعل الورقة بيضاء ؟
أ بياض الثلج المتساقط من حلمك في
ليله صيف؟

ام دمع العين المتناثر من مقلة عين؟

كلا,توقف فقد ادركت -اي صديقي-
هي صفحة عمرك ابيضت بياض القلب الوضاء
هو قلبك قلب الطفل البسام في وجه الظلم
فاكتب ما شئت و لا تجزع فانك حر
و مني ممحاة و قلم
فانك تستحق ورقة بيضاء و ممحاة و قلم
أي صديقي الافضل

الخليل إبراهيم said...

الفارس الرقيق شهاب الدين
لقد سبرت أغوار النص و رأيت ما وراء الكلمات و نفذت منها إلي، على الرغم من أن هذا لم يكن بالضبط المعنى الذي قصدته لكنني أشعر بالسعادة عندما أجد أن كل شخص قرأ النص لمسه النص من ناحية ووصل إليه معنى جديد في النهاية أنت أضفت للنص و إلي، شكراً لك يا صديقي.