Sunday, March 15, 2009

أمامي غابات يجب أن أقطعها و أميال يجب أن أمشيها



هذه التدوينة هي استطراد لحديث طويل بيني و بين صديقتي دينا ....و هي لمن لا يعرفها شخص في قمة البراءة و الهدوء و الطهر حتى أنني بدأت أعتقد أنها ترعرت على كوكب آخر غير كوكب الأرض هذا بكل مشاكله و قذارته.
نقائها الفريد جعلني رغم ما أعانيه من مشاعر سلبية بداخلي أبوح ببعض مكنونات صدري من آراء و أفكار الشيء الذي لم تتحمله المسكينة. فكأنك تجبر طفلاً بريئاً على مشاهدة أربع و عشرين ساعة من أفلام الرعب المعوي المقززة.....
لم تتحلمها و أعتقد أنها أصيبت بصدمة عصبية مؤقتة من جراء ذلك.
التطهر .....الحقيقة أنني أحتاج إلى بعض التطهر اليوم ( purification)
فأنا منذ زمن طويل أرى حياتي كطريق. أسير فيه أحياناً و أحياناً أجري و أحياناً أخرى أحبو... أسقط... أتعثر... ثم أواصل التحرك للأمام.
و كأفلام الطريق الأميركية عندما يذهب البطل و البطلة في عطلة و يقابلوا كل أنواع الغرائب و المغامرات التي تتخيلها و التي لا تتخيلها.
فأنا ولله الحمد الذي لا يحمد على مكروه سواه قد قابلت منذ طفولتي-و أنا لم أتجاوز السنتين بعد- أغرب المواقف التي يمكن أن يمر بها إنسان عادي مسالم، وهناك من المغامرات ما لا أستطيع البوح به إما لأسباب أمنية أو لأسباب شخصية أو لأسباب رقابية أو لأسباب دينية .... فالقائمة تطول و لن يكون أغرب شيء أذكره أنني قضيت ليلتي في خيمة في الصحراء على حدود مصر و ليبيا جنباً إلى جنب مع تجار المخدرات و السلاح و أنه قد تم استضافتي -و لي الشرف- في فيلا لقتال قتلة نزل إلينا من بيته و هو يحمل رشاش آلي و خزينتين كأنه يحمل مفاتبح السيارة و الموبايل، و أنني لأيام كنت أشرب مياه الأمطار.... و لا أستطيع رؤية الطريق الإسفلتي.
هذا الطريق الطويل لحياتي قابلت فيه عدداً من الأشخاص أعجز عن حصره و المشكلة أنني كنت أتعامل معهم كتعاملي مع رفقاء السفر لا ترتبط بهم كثيراً لأنك تعلم يقيناً أنك ستفارقهم قريباً.
محاولة فاشلة للتخلص من هذا الشعور بالزواج. الأمر الذي زاد الطين بلة لأنني أزددت عناداً بعد هذه التجربة فقط أضفت تجربة جديدة إلى سلسة التجارب التي أجمعها كهاوي جمع الطوابع.
لكن لكل أمر مساوئه فالحياة بهذه الطريقة تكسبك الشعور بالوحدة، و القسوة على الذات و على الآخرين الذين لا ذنب لهم. فبعضهم قد يهتم لأجلك لكنك تفقده لأنه لا يستطيع ملاحقتك... فأنت لا تتوقف و لا تنظر لمن هم بجوارك فقط تنطلق إلى هدفك انطلاقاً.
أحاول أن أتفهم... أصطنع الاهتمام و أنا لا أهتم..... احذر من ألفاظي التي تسبب الجروح .... أخفف من دعاباتي اللاذعة التي لا يتفهمها الناس.
فقط كي أشعر للحظات أن جواري أحداً على الطريق ألتفت إليه حين أشعر بالوحدة فيطبطب علي أنا الذي طالما قلت أنني لا أحتاج إليها، فهي ( الطبطبة) للضعفاء فقط.
أعتقد أن بعض الضعف لا يضير...ألا ترون هذا معي .....مسموح ببعض الضعف من آن لآخر.
فقط القليل من نظرات الحنان و لمسات الأمان أتبلغ بها في الطريق دون أن أتوقف أو أُبطئ.
تسألونني لماذا لا أُبطئ؟
لأن أمامي غابات يجب أن أقطعها و أميال يجب أن أمشيها و الليل دامس و البرد شديد
فأنى أُبطئ؟....أنى أُبطئ؟


No comments: