Saturday, June 9, 2007

مُلاك الحقيقة المطلقة

ملاك الحقيقة المطلقة .. من وحي البطيخ

د. مراد وهبة هو صاحب (كتاب ُملاك الحقيقة) المطلقة وبما إن أنا ( لمض و فلحوس ) وهما مترادفان عاميان لكلمة فيلسوف فعندما وقعت عيني على الكتاب الضخم الغير فخم - لأنها طبعة مكتبة الأسرة – عند أحد أصدقائي الفلاحسة أمسكت بالكتاب ووزنته بيدي كما يزن أي مواطن مصري محترم أي بطيخة محترمة فوجدته ثقيلاً ؛

قلبت فيه قليلاً قبل أن أعلن لصاحبي أنني سأقرأ هذا الكتاب و أعيده له لاحقاً......

أمسكت بالكتاب الثقيل و أخذت أبحر بين صفحاته و أفكاره لأصدم بالحقيقة المطلقة ( البطيخة طلعت قرعة ).

الكتاب بإختصار شديد جداً و غير مخل يدور حول فكرة واحدة رئيسية :

ليس هناك شيء حقيقي و مؤكد 100% فكل شيء نسبي و كل الحقائق نسبية ثم يسرد الكاتب على مدار صفحات الكتاب كلها تقريباً المدارس الفلسفية المختلفة و رأيها في نسبية الحقائق و في قضايا فلسفية أخرى لا تهمنا

وكل هذه المدارس أجمعت على نسبية الحقيقة و أنه لا شيء يسمى الحقيقة المطلقة وأن هذا يتعارض مع مبدأ عدم التعميم . إلا أن هناك من يظنون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة ....من ؟

إنهم الأصوليون ...سواء كانوا يهوداً أو مسيحيين أو مسلمين.

وحدهم الأصليون – يظنون – أنهم يملكون الحقيقة المطلقة وهذا على حد قول الكاتب هو ما أدى إلى صراعات وحروب و أهوال كان العالم في غنى عنها لأنهم يحاولون فرض حقيقتهم المطلقة على الجميع بالعنف ، و يضرب مثالاً على هذا بالثورة الإيرانية .

ويرى الكاتب أن في هذا إمتهاناً للعقل – طبعاً – و قهر لروح الفكر و الإبداع في العالم ......

أرغب في الإقتباس بتصرف من المفكر الإسلامي الكبير الدكتور عبد الوهاب المسيري:

" يهاجم البعض التعميم ولكن التعميم ضروري ولولاه لما وجدت الحياة"

فقوانين الكون تسري على كل شيء لأنها من صنع الله سبحانه وتعالى وهذا أكبر تعميم ممكن

و بصراحة أشفق على كل هذا المجهود المبذول من أجل إثبات هذا الهراء

فمحاولة وضع الحقائق و القوانين و الأفكار التي من صنع الإنسان

نداً للحقائق و القوانين التي من صنع الله سبحانه و تعالى هي نوع من خلط الأوراق. فلا مجال للمقارنة

إلا لو اعتبرت أن كل هذه الأيديولوجيات الدينية و الميتا أيديولوجيات السماوية هي من صنع البشر

وأرجح أن الكاتب يعتقد هذا .... لأن كلماته في أنحاء مختلفة تنضح بالعلمانية secularism

وهناك خلط آخر بين المبدأ و المنهج حين تحدث عن استخدام العنف في التيارات الأصولية

فخطأ المنهج لا يمس بالمبدأ فالمبدأ ثابت لا يتغير و المناهج تتبدل و تتغير حسب مقتضى الحال و الأشخاص

فخطأ المناهج الفنية لا يمس بقيمة الفن

وخطأ مناهج العولمة لا يمس بقيمة العالمية

وخطأ المناهج الجهادية لا يمس بقيمة الجهاد

وهكذا...

إذا لابد من ثوابت و لابد من حدود للطريق و أي شخص يسمي هذه الثوابت التي تمنع الشطط الفكري بأنها قيود على العقل هو شخص غير ناضج فكرياً يعاني من طفولة في تفكيره . مثله مثل طفل تمنعه من تناول الحلوى قبل النوم فيبكي ويخبرك بأنك( ِوِحِش ) .

ألم أخبركم أنها ( قرعة ) .

2 comments:

تــسنيـم said...

نعم .. كل من يتعارض مع أفكارنا ومبادئنا يصبح هو المخطئ

انهم تناسوا أن رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.. وأصبحوا هم ملاك الحقيقة المطلقة في أنه لا حقيقة مطلقة ولا ثابت في الحياة



تحياتي

الخليل إبراهيم said...

جزاكي الله خيراً على متابعتك